أصدرت الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان اليوم دليلا عملياً للإعلاميين والإعلاميات سعياً منها للمساهمة في إحداث التغطية الإعلامية التقدمية لدور النساء أثناء المراحل الانتقالية في المنطقة العربية . عنوان هذا الدليل هو “أين النساء؟: دليل عملي للإعلاميين والإعلاميات حول تغطية المراحل الانتقالية في العالم العربي”[1]، وهو يأتي رداً على الخطاب الإعلامي المتحيز بشأن المساواة بين الجنسين في المنطقة والمتأثر بالتوجهات السياسية والدينية المحافظة والذي يتسم بمعاداة حقوق النساء.
وتشعر الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان بالأسف جراء التغطية الإعلامية غير المنصفة للنساء في هذه الأوقات الحاسمة والتي تعاني فيها النساء من التهميش والمزيد من العنف القائم على النوع الاجتماعى ، فقد ساهمت هذه التغطية بتكرار صوراً غير متوازنه للنساء والرجال.
لقد استخدمت الجماعات الدينية المتطرفة الصور النمطية التي نشرتها وسائل الإعلام حول النساء كوسيلة لتأجيج الرأي العام. كما واستُخدمت المواقع الإلكترونية والمدونات الإعلامية لهذه الجماعات من أجل التحريض على العنف والمضايقات ضد النساء المشاركات في التظاهرات ونبذ النساء التقدميات اللاتي لا يخضعن لمعايير هذه الجماعات الخاصة بالسلوك واللباس.
ترى الشبكة انه ثمة حاجة أكثر من أي وقت مضى لوجود خطاب إعلامي تقدمي يتحدى الصور النمطية المتحيزة ضد النساء. ويجب على الاعلاميين والاعلاميات النهوض بمسؤولياتهم/ن من أجل التأثير على الرأي العام عبر إبراز مشاركة النساء وإيصال أصواتهن.
عن الدليل تقول الكاتبة الصحفية المصرية بهيجة حسين” يلبي تصميم الدليل إحتياجات الاعلاميين/ الإعلاميات بمختلف أدواتهم /ن ووسائطهم/ن المستخدمة في نقل الرسالة الاعلامية وقدم الدليل منهج علمي لا يتوقف استخدامه عند رصد أو التعامل مع لحظة تاريخية بل هو منهج أيضاً يضع الخطوات والقواعد الأساسية نحو إدماج النوع الاجتماعي في الاعلام بشكل عام كقضية مجتمعية أساسية. كما أنه يضع القائمين/ القائمات على الاتصال الاعلامي أمام مسؤليتهم/ مسؤوليتهن نحو الرسالة الاعلامية بوضعه (الدليل) للعديد من الأسئلة التي يتم الاجابة عنها عبر العصف الذهني والتي تتيح طوال ممارسة العمل الاعلامي الابتكار وفقاً للحديث المطروح. كما وضع قواعد وخطوات لما ينبغي اتباعه لتحقيق المستهدف (وهو ادماج النوع) في الرسالة الاعلامية ثم وضع الدليل مجموعة من الملاحظات حول ما يشوب الرسالة الاعلامية من قصور ووضع أساليب لتدارك وتصويب هذه القصور فيما يتعلق بالنوع”
وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، تود الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان أن تساهم في بناء خطاب إعلامي تقدّمي من خلال استخدام هذا الدليل بغية التأثير على الإدراك العام بشأن أهمية مشاركة النساء في تشكيل عملية الإصلاح في المجتمع، ومكانة النساء كقائدات وخبيرات موثوقات في كافة المجالات، ومكانتهن كمصدر للمعلومات الموثوقة والآراء المستنيرة.
للحصول على النسخة الكاملة للدليل أضغط هنا
[1] يتألف هذا الدليل من 40 صفحة، وهو ثمرة جهد مشترك بين مجموعة عمل حقوق النساء والمساواة بين الجنسين وقسم الاتصال في الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان و ليزلي عبدالله التي تم تكليفها بإجراء البحث وكتابة الدليل. للاطلاع على النص الكامل للدليل، يرجى زيارة الموقع