في عام 2022 ، تحتفل الأورو-متوسطية للحقوق بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها! للاحتفال بهذا الإنجاز ، سألنا أعضائنا عن ما يعنيه لهم ان يكونو جزءا من الشبكة.
توني دالي هو منسق منظمة “80:20 للتعليم و العمل نحو عالم أفضل” في ايرلندا و مدير برنامج developmenteducation.ie و عضو مجلس إدارة منظمة التجارة العادلة. يشرف توني على برامج لتثقيف الجمهور حول أهمية التنمية البشرية و حقوق الإنسان و سبل ممارسة المواطنة بفعالية و يدعمها. و اٌنتخب عضوًا في اللجنة التنفيذية للأورو-متوسطية للحقوق عام 2021.
“مع كوننا منظمة مغمورة في الجزء الغربي من ايرلندا، إلا ان السبل لم تنقطع بنا. فنحن نعتقد أن مهمتنا تظل ناقصة و غير مكتملة ما دمنا لم نقدم الدعم للمدافعين عن حقوق الإنسان و المدربين و الأكاديميين و نقف إلى جانبهم داخل البلد و خارجها، و هو ما تعلمناه من قيم الأورو-متوسطية للحقوق. الشبكة تعني لنا الكثير فهي الفضاء الذي دخلناه لنقدم اسهاماتنا في العمل و نستلهم من قيم أعضائه و مثلهم و نتعلم من بعضنا البعض. فهي أكثر من مجرد منتدى عادي بل بوتقة تضم أشخاص يعملون على ترجمة الأقوال إلى أفعال.
كيف تقيِّم الأورو-متوسطية بوصفها شبكة؟
الأورو-متوسطية للحقوق شبكة تضم أناس يدركون ما يعنيه انكار حقوق الإنسان في حياة البشر و يحسِّون بعواقبه و ليست مجرد شبكة للتعبير عن صدق المشاعر و النوايا. و بفضل وجود أشخاص كهؤلاء يمكننا العمل سويةً في التغلب على التحديات التي تواجهها حقوق الإنسان. و قلة قليلة جدًا من الشبكات حول العالم من تتيح لأعضائها فرصًا كهاته الفرص.
و كانت بداية انخراط منظمة “80:20 للتعليم و العمل نحو عالم أفضل” في الأورو-متوسطية للحقوق من بوابة الفريق العامل المعني بالتثقيف في ميدان حقوق الإنسان، الذي لم يعد موجودًا. و شكَّلت أنشطة الفريق العامل فرصة رائعة أمام نشطاء حقوق الإنسان من جنوب المتوسط للامتزاج بزملائهم من منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا. و اٌتيحت لي فرصة التعرف عن كثب على الشبكة خلال عملي في مجال التثقيف في حقوق الإنسان، قبل أن أنخرط في أنشطة الفريق العامل المعني بحقوق المرأة و المساواة بين الجنسين. و كوني الذكر الوحيد في المجموعة وقتها، قررت أن استغل وجودي لتعبئة أقراني من الرجال للدفاع عن حقوق المرأة.
و ما تقييمك لعملها؟
يتجلى عمل الأورو-متوسطية للحقوق في أنشطة فرق العمل الكثيرة و مجموعات العمل و مجموعات العمل الإقليمية و المحلية التي تنضوي تحت لوائها. و تشكل هذه اللقاءات مناسبة للمنظمات الأعضاء، لا سيما الصغيرة منها، و الشركاء لتبادل المعلومات و جمعها و طلب المشورة و استكشاف فرص إقامة شراكات جديدة. كما تسمح بفتح فضاءات جديدة للحوار و النقاش؛ و نأخذ هنا على سبيل المثال فرقة العمل المشتركة بين الفريق العامل المعني بحقوق المرأة و الفريق العامل المعني بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية.
إن طبيعة العمل الهادف و روح الزمالة و التعاون التي طبعت أنشطة الأورو-متوسطية للحقوق كان لها بالغ الأثر في تغيير شكل منظمتنا و رؤيتها للأحداث. فهي (الأورو-متوسطية للحقوق) ليست فضاءًا للنقاش و حسب بل حيزَا، استفدنا منه أيما استفادة، تنصهر فيه جميع الأفكار لتٌنتج خطوات عملية ملموسة.
ماذا يٌشعرك بالفخر غير الذي ذكرت؟
كما أفخر بكون الأورو-متوسطية للحقوق قدوة لغيرها في تعميم مراعاة منظور النوع الاجتماعي. و ما إضفاء بعد يراعي النوع الاجتماعي على المناقشات التي تحدث على فضاءات الأورو-متوسطية للحقوق حول مختلف القضايا إلا خير دليل على النجاح الذي تحقَّق. و كلي يقين أن مسألة العدالة المناخية هي الأخرى ستجد حظها من النقاش مع مرور الوقت.
و قد نجحنا في المحافظة على مكانة منظمتنا كمنظمة ذات مرجعية في المنطقة الأورو-متوسطية، و علينا الحرص أكثر على توسيع شبكة أعضائنا و توطيد مبدأ الديمقراطية في تسيير شأننا الداخلي خاصة و نحن نعيش في بيئات تكثٌر فيها الأعمال العدائية ليس في المنطقة و حسب بل في العالم اجمع. و ينتظر الأورو-متوسطية للحقوق عمل كثير بالاستمرار في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان و الاستجابة لتطلعات المجتمع المدني الطموحة. إن العيش في عالم يسوده احترام حقوق الإنسان أمر أساسي لا مفر منه!