(القدس) – رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا في 9 يوليو/تموز 2013 دعوى لفرض حظر على استخدام الجيش الإسرائيلي لذخائر الفسفور الأبيض، في المناطق المأهولة بالسكان.
في جلسة استماع سابقة، قال المدعي العام للمحكمة إن الجيش سوف يتعهد بعدم استخدام الفسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان “في الوقت الحاضر”، مع اثنين من “الاستثناءات الضيقة جدا”، التي لن يعلن عنهما لأسباب أمنية غير محددة. أطلع المدعي العام المحكمة على المعلومات حول الاستثناءات خلال جلسة استماع تم استبعاد مقدمي الدعوى منها. في حكمها، قبلت القاضية إدنا آربيل تعهد الدولة، ورفضت الدعوى بوصفه غير ضروري، وقالت إنها “مقتنعة” بأن الاستثناءات السرية “محدودة جدا”، وإن “هناك شك بأن يكون لها أي آثار عملية”.
يطالب الحكم الذي جاء في سبع فقرات الجيش بأن يخطر مقدمي الدعوى، بما في ذلك 117 مواطنا إسرائيليا ومنظمات حقوق الإنسان، في حال تغيير السياسات. كما أمرت المحكمة العسكرية بإجراء “فحص شامل” بشأن سياساتها حول استخدام الفسفور الأبيض، ولكن لم تحدد سقفا زمنيا للفحص، أو تشترط عرض أي من نتائجها على الرأي العام.
قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “يمثل تعهد الجيش بالحد من استخدام الفسفور الأبيض خطوة إيجابية، لكن لا ينبغي تغطيتها باستثناءات سرية. أضاعت المحكمة العليا في إسرائيل فرصة لتوضح، من وجهة النظر القانونية، وليس السياسية فقط، أنه لا ينبغي أن يستخدم الجيش ذخائر الفسفور الأبيض المتفجرة جوا في المناطق المأهولة بالسكان”.
وقالت هيومن رايتس ووتش إن المحكمة رفضت موقف الدولة بأن المحكمة لا يمكنها مراجعة الاختيارات العسكرية في وسائل الحرب، والتي يمكن أن تكون عنصرا حاسما في قضايا جرائم الحرب، على الرغم من أنها قصرت مراجعتها على “الحالات الخاصة الاستثنائية”. حث حكم المحكمة الجيش على استخدام بدائل للفسفور الأبيض “متى كان ذلك ممكنا”.
وثقت هيومن رايتس ووتش استخدام القوات الإسرائيلية غير القانوني لذخائر الفسفور الأبيض المتفجر جوا، أثناء القتال في غزة في 2008-2009. لم تحمل التحقيقات العسكرية الإسرائيلية أي شخص مسؤولية الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالفسفور الأبيض.
يخلق الفسفور الأبيض سحابة كثيفة من الدخان الأبيض، ويشتعل بمجرد التفاعل مع الأكسجين، وهو يُعتبر سلاحاً محرقاً أكثر منه ذخيرة كيميائية، ولا تحظر المعاهدات الدولية استخدامه. ورغم ذلك فإن استخدام ذخائر الفسفور الأبيض المُتفجر جواً، فوق المناطق المأهولة بالسكان الذي يُؤدي لنشر شظايا مُشتعلة من المادة السامة عبر مناطق واسعة، يُشكل انتهاكاً لقوانين الحرب التي تحظر الهجمات التي لا يمكنها التمييز بين المدنيين والمقاتلين، بحسب هيومن رايتس ووتش.
تم تصميم ذخائر الفسفور الأبيض بشكل عام لتعمل كسحب من الدخان لحجب الرؤية وإضاءة الأهداف، لكنها تلحق تأثيرات ضارة بالبشر، بصرف النظر عن الغرض المقصود من استخدامها. ولقد عملت هيومن رايتس ووتش، وما زالت تعمل على تعزيز البروتوكول الثالث في اتفاقية عام 1980 بشأن الأسلحة التقليدية عن طريق حث الدول المُوقعة على توسيع نطاق التعريف ليشمل مُعظم الذخائر المحرقة التي تنطوي على مشكلات، مثل الفسفور الأبيض، وتعمل هيومن رايتس ووتش كذلك على حظر استخدام كافة الأسلحة المُحرقة في المناطق المدنية، في أثناء عملها من أجل حظر شامل. ووقعت إسرائيل على اتفاقية الأسلحة التقليدية، لكنها لم تصادق على البروتوكول الخاص بالأسلحة المُحرقة.