تدعو الشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الإنسان الحكومة السورية إلى السماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى منطقة الغوطة شرق دمشق، وذلك بعد ورود أنباء عن وقوع هجوم كيماوي في المنطقة يوم الأربعاء الماضي. وتدعو أيضا إلى فتح “ممرات إنسانية” على عجل لضمان إيصال معونة طبية ملائمة للمدنيين.
وقال رئيس الشبكة، ميشيل توبيانا (Michel Tubiana): “وقع الهجوم أثناء وجود فريق تحقيق تابع للأمم المتحدة، يرأسه آكي سلستورم (Ake Sellstrom) في دمشق. ولذا ندعو الحكومة السورية إلى ضمان وصول الفريق إلى منطقة الغوطة دون تأخير. ويجب أن يتمكن الفريق الدولي من جمع الأدلة المتوفرة على أرض الواقع لتسليط الضوء على الظروف التي سبقت هذا الحدث المأساوي، وإذا لم يتمكن من ذلك يجب أن ينسحب من سورية”.
وأفادت معلومات جمعتها الشبكة من نشطاء سوريين موجودين على أرض الواقع بأن صواريخ محملة بمواد سامة سقطت على المنطقة الشرقية من دمشق، المعروفة بالغوطة، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، في ساعات الصباح الباكر من يوم الأربعاء، 21 آب/أغسطس.
وتزامن الهجوم بالصواريخ مع قصف جوي ومدفعي حال دون تمكن السكان من اللجوء إلى المناطق المرتفعة وأسطح البيوت للنجاة من آثار الغاز السام. وقتل المئات من المدنيين أثناء الهجوم، بينهم الكثير من النساء والأطفال، إما بسبب آثار الغاز السام أو القصف الذي تعرضت المنطقة.
وأضاف توبيانا: “الاستهداف العشوائي للمدنيين باستخدام أسلحة الدمار الشامل ليس فقط عملا فظيعا لا يجوز أبدا، بل هو بمثابة جريمة ضد الإنسانية. ويجب إحالة المسؤولين عن ذلك إلى المحكمة الجنائية الدولية”.
وتلقت الشبكة المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن الحكومة السورية تمنع إيصال أي مساعدة إنسانية للسكان المدنيين. وهناك أنباء تذكر أن الأطباء والمدنيين الذين يحاولون الوصول إلى المنطقة يعتقلون على نقاط التفتيش.
وكان ناشطون موجودون في المنطقة قد أصدروا قبل أيام من الهجوم نداء إغاثة عاجل بخصوص الأزمة الإنسانية المتفاقمة في منطقة الغوطة التي تحاصرها القوات السورية منذ أكثر من سنة.
وتشعر الشبكة بقلق شديد تجاه وضع السكان المدنيين الذين لا يزالون بدون الضروريات، ونتيجة لعدم وصول الإسعافات الأولية لضحايا الهجوم.
وقال توبيانا: “نحث السلطات السورية على السماح الفوري لعمال الإغاثة بإقامة مستشفيات ميدانية في الغوطة وتزويدها بما تحتاجه من معدات طبية وأدوية، ويجب أن يتم فورا فتح ممرات إنسانية تحقيقا لهذه الغاية”.