مع افتتاح الألعاب الأوليمبية في سوتشي، تطالب

مع افتتاح الألعاب الأوليمبية في سوتشي، تطالب 37 مجموعة إنسانية وحقوقية بصدور قرار من مجلس الأمن يفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية في سوريا

7 فبراير 2014

إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن

معالي وزير الخارجية:

بينما يجتمع العالم في سوتشي لافتتاح دورة الألعاب الأوليمبية، مازال الشعب السوري يعيش تحت الحصار. لذلك فإننا ندعو كل أعضاء مجلس الأمن، وبروح تقاليد الهدنة الأوليمبية القديمة التي رددها الأمين العام للأمم المتحدة في يناير الماضي، أن يضعوا حدًا لتلك الأساليب غير الإنسانية وغير المشروعة المتبعة في الحرب، من خلال تأييدهم لإصدار قرار يتيح النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون معوقات، إلى كافة المناطق داخل سوريا. فمع افتتاح الألعاب الأوليمبية الشتوية، ينبغي أن ينفتح المجال أيضاً أمام المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في سوريا.

تعجز الكلمات عن وصف الفظائع والمعاناة التي يعيشها السوريون بشكل يومي، حيث ترك 9 ملايين سوري منازلهم، أي ما يقارب نصف عدد سكان البلاد قبل الحرب، ووصل عدد النازحين داخليًا إلى 6.5 مليون، وقد أصاب 37 بالمائة من المستشفيات الدمار الشامل، وأُجبِر مليونا طفل على الخروج من المدارس. لقد أدى هذا النزاع إلى قتل نحو 110,000 على الأقل، حسب تقرير أخير لمجموعة أوكسفورد للأبحاث[i].

ورغم هول تلك الأرقام، فإنها لا تقارن بالقصة الحقيقية.

ففي بعض المناطق السورية، أصبح المدنيون رهائن داخل مدنهم، حيث وصلت أعداد من وجدوا أنفسهم ضحية لهذه الوسيلة الحربية التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي تنتهك القانون الدولي الإنساني، إلى ما لا يقل عن 242,000 حسب تقديرات الأمم المتحدة. وبعد أكثر من عام تحت الحصار، بدأ الطعام والدواء ينفذان في تلك المناطق، ليقع الأطفال والنساء فريسة لسوء التغذية الحاد، بل وللموت جوعًا في بعض الحالات، بسبب منع دخول الأغذية والمساعدات الطبية، ومنع خروج الناس من داخل تلك المناطق. وفي المناطق “التي يصعب الوصول إليها”، فهناك 3 ملايين مدني آخرين يعانون شظف العيش، إذ لا يستطيعون الحصول على السلع والخدمات الأساسية، رغم حاجتهم الماسة إليها، بسبب القصف الذي يستهدف المدنيين، وكذلك العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وبسبب تحويل الخطوط الأمامية لجبهات القتال، فضلاً عن القيود البيروقراطية المفروضة على تقديم المساعدات بشكل عام.

لقد وافق مجلس الأمن بالإجماع، في بيانه الرئاسي الصادر في 2 أكتوبر الماضي، على خطوات محددة يتعين على كل أطراف النزاع الالتزام بها وفاءً بالتزامهم بتسهيل وصول المساعدات، وفق القانون الدولي الإنساني. وبعد انقضاء أكثر من 4 أشهر، وبالرغم من المفاوضات الجارية التي أتاحت نوعًا من النفاذ المحدود للمساعدات إلى اليرموك وقد تتيح النفاذ الجزئي إلى حمص، أصبح من الواضح أن بيان أكتوبر الرئاسي قد لقى تجاهلاً واسعًا من كل الأطراف.

ومن هنا، فإننا ندعو كل أعضاء مجلس الأمن، مع اجتماع العالم للاحتفال بروح الألعاب الأوليمبية، إلى تأييد إصدار قرار ملزم، يطالب كل أطراف النزاع بضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون معوقات إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا. هذا القرار ينبغي أن يشتمل على كافة العناصر التي وردت في البيان الرئاسي الصادر في أكتوبر، وأن يذهب إلى أبعد من ذلك، فينص على:

  • إنشاء آلية للمراقبة ورفع التقارير بشأن أي طرف يمنع وصول المساعدات، بما في ذلك مراقبة المعوقات التي تحول دون وصول المساعدات المقدمة مباشرةً من دول الجوار.
  • المطالبة بالنفاذ الفوري إلى كافة المناطق المحاصرة.
  • المطالبة بفترات توقف إنسانية مؤقتة للأعمال القتالية، للسماح بإيصال الأغذية والأدوية، المنقذة للحياة، إلى السوريين في المناطق الأكثر تضررًا من القتال، والسماح للمدنيين بالانتقال الآمن إلى مناطق أخرى إذا رغبوا في ذلك.
  • مطالبة الأمم المتحدة بدعم منظمات العمل الإنساني، غير المنحازة، التي تقوم بتقديم المساعدات عبر الحدود إلى الداخل السوري.

إن الكثير من السوريين يلقون حتفهم بسبب عدم استطاعتهم الحصول على مساعدات تنقذ حياتهم. لذلك، فهناك مسؤولية تقع على عاتق مجلس الأمن، تتمثل في واجبه نحو تحويل لحظة التضامن الدولي الأوليمبية هذه، إلى تحرك يخدم الشعب السوري، ويجب عليه تبني قرارًا يطالب بالنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية دون معوقات، لإنقاذ حياة السوريين الآن.

  • قائمة الموقعين

Action of Christians Against Torture (ACAT) (France)

البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)

arche noVa e.V. (Germany)

Broederlijk Delen/Pax Christi Flanders (The Netherlands)

Catholic Committee Against Hunger And For Development (France)

Center for Victims of Torture (USA)

Christian Aid (UK)

Commonwealth Human Rights Initiative (India)

Conectas Human Rights (Brazil)

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (مصر)

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان (مصر)

Euro-Mediterranean Human Rights Network (REMDH) (France)

Fellowship of Reconciliation (USA)

The Friends Committee on National Legislation (USA)

Human Appeal (UK)

Human Rights First (US)

مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (اليمن)

Human Rights Watch (USA)

International Alert (UK)

The International Federation for Human Rights (FIDH) (France)

International Rescue Committee (USA)

Islamic Relief UK

Islamic Relief USA

Kontras (Indonesia)

medico international (Germany)

Médecins Du Monde (France)

الشراكة الشرق أوسطية لمنع النزاعات المسلحة (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)

شبكة اللاعنف في الدول العربية (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)

Norwegian Refugee Council (Norway)

Open Society Foundations (USA)

PAX (The Netherlands)

Pax Christi International (The Netherlands)

People in Need (Czech Republic)

حركة السلام الدائم (لبنان)

Physicians for Human Rights (USA)

Solidarites International (France)

Syrian American Medical Society (SAMS) (USA)

Tearfund (UK)


[i] Oxford Research Group (2013) ‘Stolen Futures: The Hidden Toll of Child Casualties in Syria’ by Hana Salama and Hamit Dardagan, www.oxfordresearchgroup.org.uk/publications/briefing_papers_and_reports/stolen_futures