مصر: الكاريكاتير في مرمي نيران الإسلام السياسي الشبكة العربية تستنكر التحقيق في بلاغ مقدم ضد رسامة كاريكاتير بتهمة الإساءة للأنبياء
استنكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم, استمرار الحملة التي يشنها تيار الإسلام السياسي ضد الحريات الإعلامية، والتي اتسعت لتشمل رسامي الكاريكاتير بعد آن أمر النائب العام -المعين بموجب الإعلان الدستوري المطعون علي شرعيته- المستشار طلعت عبد الله بفتح تحقيق في بلاغ قدمه أمين عام مركز يدعي “المركز الوطني للدفاع عن الحريات“ ضد الفنانة دعاء العدل وجريدة المصري اليوم يتهمهما فيه بالإساءة للأنبياء.
وكان خالد المصري قد تقدم ببلاغه الذي حمل رقم 4654 /2012 /بلاغات النائب العام في يوم الأحد 23 ديسمبر واختصم فيه كلا من نجيب ساويرس رجل الأعمال البارز ظنا من مقدم البلاغ انه مالك الجريدة, واختصم أيضا رئيس تحرير الجريدة ومدير تحرير الموقع الإلكتروني والفنانة دعاء العدل علي خلفية نشر كاريكاتير في عدد السبت من الجريدة اعتبره مقدم البلاغ مسيئا للأديان وأمر النائب العام نيابة شمال القاهرة بمباشرة التحقيقات.
والشبكة العربية تعبر عن انزعاجها الشديد لإسراع النائب العام المعين من قبل الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية في فتح تحقيقات في تلك البلاغات التي تقدم من بعض المتحسبين المقربين للسلطة وذلك دون التأكد من جديتها بما يسمح بإساءة استخدام حق التقاضي واستغلال هذا الحق الدستوري في جر الصحفيين للمحاكم والنيابات.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “يبدو أن هناك توجه عام من قبل بعض المنتمين للتيار الإسلامي لتكثيف مثل هذا النوع من البلاغات بهدف محاصرة حرية الإعلام والصحافة وذلك بالتوازي مع حملة التشويه التي تشنها بعض جماعات الإسلام السياسي والقنوات الدينية الإسلامية ضد الإعلام المستقل, الآمر الذي يوضح أن حرية الصحافة والإعلام هي الهدف القادم الذي يرغب ألإسلاميين في النيل منه بعد تمرير الدستور المقيد للحريات“
وأضافت الشبكة “طالبنا مرارا وتكرارا بأن يتم مواجهة الحسبة الدينية والسياسية بشكل واضح وصريح في نصوص الدستور والتشريعات التي تنظم الحريات الصحفية,وذلك لما عانيناه من إساءة استخدام هذا النوع من القضايا من قبل المقربين للحزب الوطني لتصفية الحسابات السياسية مع معارضي نظام مبارك وتكميم أفواههم, وبرغم ذلك فأن الجمعية التأسيسية التي تم تشكيلها بشكل معيب، أصرت علي أن لا تضع حلولًا لتلك المشكلة التي تجعل من حق التقاضي وسيلة يعبث بها هواة الشهرة والتقرب من السلطات“
والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وهي تعلن عن كامل تضامنها مع فنانة الكاريكاتير دعاء العدل وكافة الإعلاميين والصحفيين من ضحايا تلك الحملة, فهي تطالب النائب العام أن ينظر لهذا النوع من البلاغات بشكل مجرد عن التوجه السياسي لمقدميها، وأن يتصدى لبلاغات المحتسبين ويحفظ كافة البلاغات التي تتضح فيها الكيدية ولا يظهر فيها ضرر واضح علي مقدمي البلاغ.