نحن، منظمات المجتمع المدني السورية والدولية الموقعة أدناه، نعرب عن قلقنا البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في عدة مناطق من سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، وما خلّفته من آثار مدمرة على المدنيين. ورغم أن حدة الاشتباكات المسلحة قد تراجعت نسبيًا، إلا أن العواقب الإنسانية والاجتماعية والسياسية لا تزال قائمة وتتطلب استجابة عاجلة وشاملة، ليس فقط لمعالجة الأزمة الحالية1، بل أيضًا للتصدي لأسبابها الجذرية ومنع تكرارها.
لقد أدّت موجة الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين فصائل درزية وبدوية إلى مئات الوفيات2، وأسهم تدخل قوات الأمن العام في تفاقم الوضع الأمني في المحافظة وتصعيد القتال، مما أدى إلى تدخل القوات الإسرائيلية، التي بدورها قتلت 30 عنصرًا من قوات الأمن العام في السويداء وقصفت مبنى وزارة الدفاع في دمشق. وقد نجم عن هذه الأحداث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتدمير للبنية التحتية، ونزوح أكثر من 175,000 شخص3
تعكس هذه الأحداث فشلًا عميقًا في البُنى السياسية والأمنية والقانونية في حماية الأقليات، وفي الالتزام بمبادئ العدالة والمساءلة. كما أن الخطاب الطائفي، والإفلات من العقاب عن الانتهاكات السابقة، وغياب الحوار الوطني الشامل، كلها عوامل ساهمت في تفاقم هذه الأزمة. ويُضاف إلى ذلك أن الرد العسكري التمييزي من قبل السلطات السورية، بما في ذلك استخدام القوة المفرطة، قد ساهم في تآكل الثقة العامة والشرعية
نحن، المنظمات الموقعة، ندين
الاستهداف المتعمد للمدنيين، واستخدام العقاب الجماعي، وأي شكل من أشكال القمع
فشل الحكومة الانتقالية في التحرك العاجل لحماية جميع المواطنين
استغلال الأزمة من قبل أطراف خارجية تسعى إلى تفكيك سوريا
الاعتداءات المتكررة من قبل إسرائيل على الأراضي السورية، وانتهاكها لسيادة سوريا الإقليمية
وندعو الاتحاد الأوروبي إلى
تعزيز المساعدات الإنسانية للسويداء، وضمان إيصالها بسرعة وبشكل عادل من خلال قنوات مستقلة وموثوقة محليًا، مع التركيز على النازحين والمجتمعات الأكثر تضررًا
دعم وتمويل جهود المصالحة المحلية بقيادة المجتمع، بما في ذلك تشكيل لجنة وطنية مستقلة تضم ممثلين عن المجتمع المدني وقادة المجتمعات وخبراء محايدين، بهدف تهدئة التوترات واستعادة الثقة
دعم المبادرات السورية والدولية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان من قبل جميع الأطراف، تمهيدًا لمسارات الحقيقة والعدالة والمساءلة المستقبلية
الدعوة إلى الإدماج الكامل للسويداء والمناطق المهمشة الأخرى في العملية السياسية في سوريا، من خلال دعم الحوكمة الشاملة، واللامركزية الإدارية، والسياسات القائمة على مبدأ المواطنة المتساوية لجميع السوريين
إن معاناة السويداء ليست استثناءً، بل هي انعكاس لحاجة سوريا العميقة إلى انتقال عادل، وشامل، وديمقراطي. ونؤكد مجددًا أن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه من دون المساءلة، والمشاركة المدنية، وضمانات عدم التكرار
ندعو جميع الجهات الفاعلة المحلية والوطنية والدولية إلى دعم حل قائم على حقوق الإنسان، وضمان عدم نسيان سكان السويداء وسوريا بأكملها
الموقّعون
- الشبكة الأورومتوسطية للحقوق
- نوفوتوزون
- المرصد: المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان المحتلة
- مركز المواطنة المتساوية
- حقوقيات
- وصول: مركز الوصول لحقوق الإنسان
- دولتي
- وحدة تمكين المجتمع المدني
