يتميز السياق الحالي المرتبط بمجال الحقوق الإنسانية للنساء ببلدنا بالزخم الذي يعرفه النقاش المجتمعي المتعلق بورش إصلاح مدونة الأسرة، وهو نقاش يطرح بحدة العلاقة بين مراجعة القوانين في اتجاه المساواة بين الجنسين وجعل المدرسة قناة للتأثير على العقليات بالتربية بروح المساواة، من خلال مضامينها ومناهجها وأنشطتها الموازية .
في هذا الإطار، وعلى إثر إرساء اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة مناهج وبرامج وتكوينات مختلف مكونات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، فإننا نتمنى التوفيق للجنة في مهامها التي حددها البلاغ الوزاري في:
- مواكبة الأوراش الإصلاحية التي تضمنتها خارطة الطريق 2022-2026، من خلال إعداد إطار مرجعي للمنهاج، وكذا دلائل مرجعية للبرامج والتكوينات؛
- مراعاة عدة مبادئ وتوجهات، من بينها المراجعة والتجديد والملاءمة الدائمة للكتب المدرسية ومختلف المعينات التربوية، بهدف الرفع من جودة البرامج والمناهج والتكوينات، وإدراج الأنشطة الثقافية والرياضية والإبداعية، وتدبير الزمن المدرسي والإيقاعات الزمنية، خاصة في المناطق النائية وذات الوضعيات الخاصة، فضلا عن إرساء آليات دائمة للتقييم والمراجعة.
وعليه، ننتهز مناسبة إرساء اللجنة والتزامات السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمناسبة اليوم العالمي لحقوق النساء، لنجدد نداءنا من أجل:
- إدراج المساواة بين الجنسين المٌدسترة سنة 2011 ضمن المبادئ المهيكلة لإعادة النظر في الأطر المرجعية للمناهج وبرامج التكوين وكافة أوجه الحياة المدرسية، كما ينص على ذلك القانون الإطار للتربية والتكوين و”خارطة الطريق” المعلنة من قبل الوزارة؛
- اعتماد تصور شمولي مندمج يعتمد مبدأ المساواة بين الجنسين في مراجعة المناهج الدراسية، وبرامج تكوين الأطر التربوية، ودفاتر تحملات الدعامات البيداغوجية وخاصة الكتب المدرسية، ومرتكزات الحياة المدرسية في شموليتها؛
- دعم المنظومة بالخبرات اللازمة وتمكينها من موارد مالية كافية ومثبتة بشكل واضح في ميزانية الدولة الموجهة لقطاع التربية والتكوين، كما لقطاعات أخرى بالنظر للطابع العرضاني للنهوض بثقافة المساواة كفكر وممارسة ؛
- اعتماد المقاربة التشاركية تجاه كل الأطراف المعنية بالشأن التربوي، بما فيها جمعيات المجتمع المدني المهتمة بدور المدرسة في تعزيز قيمة المساواة في الممارسة اليومية للفعل التربوي.
إننا إذ نذكر بالحملة الترافعية التي قمنا بها “من أجل مدرسة المساواة” والتي انطلقت في نهاية 2022 ، نعبر عن استعدادنا للإسهام في هذا الورش، بكل الأشكال المناسبة لجعل المدرسة فضاء لتربية الجنسين بروح المساواة في الكرامة والحقوق.