النظام السوري على وشك التسبب في أكبر مجزرة إنسانية في القرن العشرين

المنظمة السـورية لحقوق الإنســـان ( سـواسـية )

 

لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر ما إذا كان استمرار هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض للخطر حفظ السلم والأمن الدولي.

( المادة 34 من ميثاق الأمم المتحدة )

 

يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه.

( المادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة )

بيان

منذ إعلان قوى المعارضة المسلحة السورية تحرير محافظة الرقة في الشمال الشرقي لسوريا  في الرابع من مارس/ آذار 2013  و إحكامها السيطرة على المناطق الشمالية الشرقية للبلاد،  إتبعت قوات النظام السوري سياسة اليد الطويلة في التعاطي مع تلك المنطقة  في ظل تركيزها البري على المناطق الداخلية لا سيما حمص و دمشق و ريفها مستفيدة من تواطئ دولي سافر على حق المدنيين بالحماية، فأخذت تمطرها بالقصف الجوي المكثف لا سيما ببراميل الموت و الذخائر المحرمة دولياً  و الصاروخي بإستخدام الصواريخ البالستيه إضافة للمدفعية الثقيلة و الراجمات و جميع الأسلحة البعيدة المدى التي لا تفرق ما بين هدف مدني و عسكري، و قد تركز القصف في الأونة الأخيرة  على مدينة الطبقة التي تبعد / 30 كم / إلى الشرق من  ناحية  المنصورة  المستهدفة بشدة  من قبل لنظام و الذي سبق و أن شهدت أكبر المظاهرات المناوئة للنظام ، كما تبعد مدينة الطبقة  / 55 كم / عن ا لرقة و / 185 كم / عن محافظة دير الزور الثائرة  و في مدنية الطبقة تقع أهم السدود الاستراتيجية ” سد الفرات و سد البعث التنظيمي ” و من شأن استمرار القصف غير الموجه لا سيما بصواريخ سكود ذات  القدرة التدميرية الهائلة على تلك المنطقة إحداث تصدعات و خلخلات ضخمة  في التربة، الأمر الذي  ينذر بتشققات اخدودية  في بنية السدين  الردميين ” الفرات و البعث ” مما ينذر بكارثة إنسانية رهيبة  في حال إنهيارهما لا قدر الله.

تحذر المنظمة السورية لحقوق الإنسان من مجزرة  إنسانية وشيكة في حال إنهيار أي من السدين جراء القصف  الذي لا ينقطع من قبل نظام المجرم الدولي بشار الأسد و تؤكد أن منطقة الكارثة المحتملة في حال انهيار أي من السدين ستمتد لمسافة / 375 كم / و هي المنطقة الواصلة ما بين مدينة الطبقة التي تقع بها السدين  وصولاً للحدود العراقية على طول نهر الفرات و على مساحة / 53680 كم2 / و بما يعادل ثلث مساحة سوريا  و ستطال حياة البشر و الشجر و كل ما يدب على الأرض في تلك المنطقة  التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، جميعهم مهددين بالتشرد إن لم يكن بالغرق فيما عدا عن غرق مدينة الرقة بالكامل حراء إرتفاع الماء لأكثر من / 16 / متر جراء التصدع المحتمل لبحيرة الأسد و التي تحتجز خلفها / 14000 / مليار متر مكعب من المياه.

هذا عدا عن غرق مدينتي دير الزور و البوكمال بالمياه التي سيصل إرتفاعها في مثل هذه الحالة لأكثر من أربعة أمتار ، هذا عدا عن غرق أجزاء كبيرة من العراق  و زوال أوابد أثرية يصل عمرها لآلاف السنين قبل الميلاد و الواقعة في تلك المنطقة عن وجه البسيطة ، هذا عدا عن القضاء على مكونات البنية التحتية المدنية كمحطات المياه و الصرف الصحي و الكهرباء و الاتصالات و غيرها ، فيما عدا عن القضاء ا لتام على الثروة الحيوانية و دمار ممنهج لجميع الأراضي التي تمّ استصلاحها للزراعة المروية في حوض الفرات و إحتمال انتشار الأمراض و الأوبئة على نطاق واسع .

تناشد المنظمة السورية لحقوق الإنسان الأمم المتحدة و الجمعية العمومية و جميع الدول التي أخذت عاتقها مسؤولية حقظ السلم و الأمن الدوليين فيما تلك التي شاركت النظام السوري جرائمه بحق السوريين ، بالإضافة لجميع مؤسسات المجتمع المدني و جميع محبي السلام في العالم أجمع  بضرورة الضغط على الأمم المتحدة لإقرار مناطق عازلة في سوريا يحظر فيها القصف الجوي بمختلف أشكاله من قبل نظام المجرم الدولي المهووس بالسلطة بشار الأسد لأن الكارثة القادمة على يد هذا السفاح ستفوق بكلفتها الانسانية جميع مجازره السابقة الكيماوية و العنقودية و الفسفورية و الحرارية  و جميع اقترافاته الوحشية .

خلفيات الموضوع :

تبلغ مساحة الرقة 19620 كيلومتراً مربعاً و هي تشكل 10,6% من مساحة سوريا و يقطنها 921 ألف نسمة و تبعد عن العاصمة السورية دمشق 370 كيلومتراً و تعد من أكثر المدن السورية تهميشاً في عهد حكم اسرة  الأسد الأب و الإبن  رغم تركز الكثير من المقدرات الاقتصادية فيها كسد الفرات و سد البعث و بحيرة الأسد و حقول النفط و زراعة القمح و القطن و غيرها.

و على مدى حكم الأسرة الأسدية في دمشق عمل النظام الحاكم على استقطاب ولاء شيوخ العشائر بمنحهم التسهيلات و الامتيازات و العطاءات لقاء الولاء التام  كوسيلة لضمان إحكام السيطرة على تلك المنطقة الشاسعة.

و في الذكرى السنوية الأولى لإندلاع ثورة الكرامة في سوريا في 15/3/2012  خرجت مظاهرة حاشدة في الرقة واجهها النظام كعادته بالرصاص الحي مما أسفر عن سقوط ثلاثة ضحايا تحول تشييعهم إلى عرس جماهيري بتاريخ 17/3/2012 في حي المنصورة  في المدينة شارك فيه أكثر من مئة ألف متظاهر .

و في أيلول / سبتمبر  2012 كانت الحواضن الشعبية في محافظة الرقة قد شكلت صاداتها للدفاع عن المتظاهرين السلميين فدخلت المحافظة على خط الكفاح المسلح ضد النظام القاتل لشعبه في سوريا حيث احكم الثوار سيطرتهم على المعابر الحدودية لاسيما معبر تل أبيض ، و اندحرت قوات النظام إلى مدينة الطبقة / 55 كم / غرب الرقة و التي فيها مقر السدود  الاستراتيجية و آبار النفط  لكن الثوار أحكموا الخناق عليهم و سيطروا على كامل تلك المنطقة و على المراكز الاستراتيجية ” سد البعث و سد الفرات و السجن المركزي في الرقة و من ثم الفروع الأمنية التي سقطت بالتوالي من فرع الأمن السياسي إلى فرع أمن الدولة إلى فرع المخابرات الجوية وصولاً للإستيلاء على قصر المحافظ و مقر فرع حزب البعث و أخيراً مقر فرع المخابرات العسكرية في 7/3/2013 “

شكل سقوط الرقة بيد المعارضة المسلحة نقطة تحول هامة في إنحسار سيطرة النظام السوري على الشمال الشرقي للبلاد و منذ ذلك الوقت و النظام يتبع سياسة الذراع في التعاطي مع تلك المنطقة ” القصف بالطائرات لا سيما براميل الموت و الصواريخ البالستيه البعيدة المدى من نوع سكود الروسي أو الفاتح الايراني ”  الأمر الذي بات يهدد بكارثة إنسانية جراء التصدع المحتمل لسد الفرات الذي يبلغ طوله 4500 م و و إرتفاعه ستين متراً و تشكلت خلفه بحيرة بطول 80 كم و عرض 8 كم و تحتجز 14000 مليار متر مكعب من المياه مهددة بكارثة إنسانية رهيبة في حال إنهيارها جراء القصف الذي  لا ينقطع.

دمشق 8/9/2013                                                                                     مجلس الإدارة