لا تزال الدول الأعضاء تؤثّر إلى حدّ كبير في تشكيل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي؛ وتتخّذ القرارت بتوافق الآراء أو بالإجماع. لذلك لا غنى عن فهم مواقفها السياسية لكي نتمكّن من التأثير على مستواها.
بعض الدول الأعضاء منخرطة لا سيّما في شؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة إرث تاريخي أو القرب الجغرافي أو روابط ثقافية واقتصادية وسياسية تجمعها بها. غير أنّ ذلك قد يحول أيضاً دون اتخاذها لمواقف حازمة تجاه حقوق الإنسان.
تتواجد الدول الأعضاء في بروكسيل عبر الممثلين الدائمين لها على مستوى سفراء وعبر بعثاتها الدائمة.
ولكن قد تكون الساحة الوطنية هامّة أيضاً للتأثير على الدول الأعضاء. فقد يتبيّن لنا مثلاً أنّ البرلمانيين الوطنيين المهتمين بالشؤون الخارجية هم محاورون رئيسيون لغرض النهوض بسياسات حقوق الإنسان التي تنتهجها بلدانهم حيال منطقة جنوب المتوسط.
في الميدان
هناك فرصة أخرى للتأثير تتمثّل في سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وقنصلياتها الواقعة في البلدان غير الأعضاء في الاتحاد. فمن خلالها، تحقّق الدول الأعضاء مصالحها الخاصة في الخارج من خلال تنفيذ أجنداتها السياسية. من ناحية أخرى، يتعيّن على سفارات الاتحاد الأوروبي أن تعمل وفقاً للمواقف المشتركة المُلزِمة للاتحاد ويُتوقّع منها تنفيذ سياساته.